عنوان مباشر فرض غلافًا مباشرًا ايضًا لقضية حاول الغرب اخفاءها والتقليل من اهميتها طيلة العقود الماضية لا بلّ حاول تشويهها قبل ان تبدأ الدراسات الحياديعنوان مباشر فرض غلافًا مباشرًا ايضًا لقضية حاول الغرب اخفاءها والتقليل من اهميتها طيلة العقود الماضية لا بلّ حاول تشويهها قبل ان تبدأ الدراسات الحيادية (الألمانية خصوصًا) حول هذا الموضوع، وتأتي هذه الرواية في ذات السياق لكن بطابع أدبي جيد جدًا لتكشف النقاب عن تاريخ مغيّب ومسكوت عنه. من هنا تكون الرواية مثيرة للإهتمام قبل الشروع بها، ومشوّقة خلال قراءتها.
تنوّع المكان داخل النص من الجبهات المختلفة بين افريقيا واوروبا مرورًا بوهران في الجزائر ووجدة في المغرب، وإذا كانت الجبهات فرضت نفسها كأمكنة فإن الفضاء السردي داخل "وجدة" كان محكمًا وأعطانا الكاتب لمحة عامة عن الكثير من الأوضاع الإجتماعية والسياسية والنفسية لتلك المنطقة في حينها. أمّا الزمان فقد كان خلال الحرب العالمية الثانية بربطٍ ذكي مع الحرب العالمية الأولى لأن اولئك الأبناء قد سبقهم آباهم بحرب!
اللغة متينة كالعادة رغم العديد من الأخطاء المطبعية. الأسلوب ارتكز على الراوي العليم مع ترك المساحة للشخصيات من خلال المونولوج.
الشخصيات كانت مبنية بشكل جيد جدًا، بعضها غلب عليه التصريح وبعضها اكتفى الكاتب بالتلميح عنه (علي مثلًا) وقد حملت الأسماء رمزية كبيرة لعل أبرزها كانت "الأم" التي رمزت الى المغرب وأطماع "الفرنسي" بها.
يعيب النص المبالغة في شيطنة الغرب وطهرنة العرب، وإذا كان النص موضوعًا لتوضيح الصورة الخاطئة عن "الكوم" التي روّج لها الغرب فالترويج الخاطئ لصورتهم ايضًا يجعل النص يقع في ذات المطّب. ...more
ثمّة أفكار جيدة جدًا داخل هذا النص لكن طريقة ايصالها الى القارئ أتت بلغّة تقريرية مباشرة وباستعراض الشخصيات (بطريقة المسرح) بدل ان تكون بطريقة عضوية دثمّة أفكار جيدة جدًا داخل هذا النص لكن طريقة ايصالها الى القارئ أتت بلغّة تقريرية مباشرة وباستعراض الشخصيات (بطريقة المسرح) بدل ان تكون بطريقة عضوية داخل السرد.
بعض التجريب كان ناجحًا (الهذيان، السيناريو) وبعضه الآخر لم يرق لي.
الرمزية كانت جيدة جدًا؛ فسلام على ابراهيم، آخر القادة الذين يخوضون معاركهم بين جندهم وآخر المنتصرين ومعظم من اتى بعده شكّل زمن الانكسارات.
الإشارة الى دور البروباغندا في تشكيل وعي الشعوب (او تغييب ذلك الوعي) كان جيدًا ايضًا.
أفكار كثيرة اتخذت من اللغة والشخصيات والحبكة مطية لها من دون ان تتواءم القصة مع ادواتها لتشكيل رواية متكاملة....more
أنا مجرّد عابر في الأرض أحمل سنوات من الجغرافيا في دمي وأسافر على ظهر تاريخ لا يؤمن بحق الحياة في تقرير المصير
بدأت رواية "سيّدات العزيز" بشكلٍ ممتاز
أنا مجرّد عابر في الأرض أحمل سنوات من الجغرافيا في دمي وأسافر على ظهر تاريخ لا يؤمن بحق الحياة في تقرير المصير
بدأت رواية "سيّدات العزيز" بشكلٍ ممتاز استهلالًا وتقديمًا للموضوعات مما جعل سقف التوقّعات مرتفعًا. لكن الراوي قرر لاحقًا ان يقّزم الخيال ويلتزم بالكلاسيكيات المعروفة مما أثّر سلبًا على النص وأصابني بخيبة أمل. على صعيد المثال فإن "الطفل" داخل النص كان يحمل مقوّمات رواية فريدة من نوعها من حيث الدمج ما بين الطفل والقرين، لكن الراوي اتكأ على تفسيرات فرويد ليأخذ النص الى مكانٍ معروف ومطروق ونهايات أثبت الطب النفسي خطأ بعضها بالإضافة الى فقدان "المحفّز" لظهور كل تلك المشكلة أصلًا.
اللغة ممتازة، سلسة جدًا (رغم الأخطاء المطبعية والإملائية) وهذا مؤشر جيد للروايات المقبلة. لكن الحوارات التي اتت باللغة الفصحى قتلت النص (من وجهة نظري) وجعلته باردًا في التلقي (خصوصًا حوارات الحب والعشق).
بعض المشاكل في البناء كقصة "أمل" غير المنطقية وتعرّفها بالعزيز وما دار بينهما من حوار ثم المفاجأة بعدم معرفته لإسمها إلا لاحقًا!
ناقشنا الرواية بحضور الكاتب في نادي صنّاع الحرف، وكان لقاءً ممتعًا وغنيًا....more
اقنرح صديقنا محمد سمير ندّا هذه الرواية للنقاش في نادي "جسور من ورق" وخيّرنا ما بين "وحيدة كغرفة مزدحمة" و "وحيدة كغرفة مزدحمة" متأثرًا بالديمقراطية ااقنرح صديقنا محمد سمير ندّا هذه الرواية للنقاش في نادي "جسور من ورق" وخيّرنا ما بين "وحيدة كغرفة مزدحمة" و "وحيدة كغرفة مزدحمة" متأثرًا بالديمقراطية السائدة في هذا الجزء من العالم! اتضح بعد القراءة ان هذا القرار الإجباري مضمونًا - الإختياري شكلًا، كان جيدًا... يبدو ان فهمنا لبعض الحكام فيه بعض من سوء التقدير!!
"وحيدة كغرفة مزدحمة"، رواية وجودية يغلب عليها العبث من حيث الشكل والأسلوب، فقد ارادت الراوية (مجدل) ان تعبّر عن ذاتها عبر رسائل البريد الإلكتروني (الإيميل) والذي اعتقد انها لا ترسله الى المرسل اليه بل تبقيه لديها ليكون مصبًا لكل ازدحامات عقلها، وهذا الدفق اتى بلغة وأسلوب ساخر ماكر يخفي الكثير من الواقعية والألم وبلّغة حركية زاوجت ما بين الفصحى والعامية مع بعض التعابير الإنجليزية المعروفة.
البناء كان جيدًا جدًا، وأظنّ ان "مجدل" قد بدأت من النهاية لتسرد كل ما جرى معها قبل ان تلقي بسبب عدم قدرتها على التعبير الشفهي او التواصل مع محيطها (سواء حبيب، او عائلة، او ربّ عمل، او دين او غيره).
الرمزية في ها النص جيدة جدًا ايضًا خصوصًا في مشهد الأبواب الالكترونية التي تفتح للجميع ولا ترى مجدل! السجون التي تحوّل بعض السجناء من عملاء للعدو الى عملاء "للسلطة"، النظرة الربوبية التي تمتلكها مجدل وكيفية شرحها، معنى البحر بالنسبة للجدة، موت الأم ورمزيته الواضحة، التحوّل من اقصى اليسار الى اقصى اليمين وغيرها..
الهوامش في النص اتت ضمن التجريب الساخر للراوية، وقد نجحت في بعضها وكان بعضها الآخر سيئًا من حيث الشكل (بعض الهوامش نصف صفحة وقد تستمر للصفحة التالية) ومن حيث المضمون (كأن تبدأ بقصة اخرى او تأتي بإقتباس كامل لكاتب): هوامش جيدة: 1،2، .. هوامش سيئة: 6، 8، 24ـ 27، 28، 69 وغيرها.
الرواية تعج بالأخطاء الإملائية والتحريرية :ص50 "علينا ان نقضي اليوم بانتظار ان يطلب منا اي مدير قسم العمل بأي شيء" صص57 "لم يتذوّق والدي يتذوّق اي حبة منها" "التهمت بأكل علبة الشوكولاته كلها" وغيرها الكثير...
سيكون من الظلم معاملة هذا العمل على انه رواية لأنه سيسقط مباشرةً بفعل اختفاء عدة عناصر من عناصر الرواية ليس اولها البناء السطحي للشخصيات وليس آخرها السيكون من الظلم معاملة هذا العمل على انه رواية لأنه سيسقط مباشرةً بفعل اختفاء عدة عناصر من عناصر الرواية ليس اولها البناء السطحي للشخصيات وليس آخرها الحبكات البوليودية المباشرة بشكل فج وصريح.
بدأ الكاتب نصّه بمقدمة (14 صفحة)، أظنها لزوم ما لا يلزم، فالقارئ ذكي كفاية ليعرف "الراوي العليم" وتداخلات "الخيال بالواقع". لكن يحسب للكاتب في المقدمة قوله (على لسان الراوي) انه يكتب شيئًا ليس بالتاريخ وليس بالأدب.
اذن نحن امام حكاية، وحكاية ممتعة بلغة جيدة جدًا خالية من الإطناب والحشو والإستعراضات اللغوية ومناسبة للجو العام.
حكاية من زمن جميل وبعيد، تْقرأ في جلسة واحدة....more
"لا يذكرون في مجاز" رواية تتأرجح بين الواقعية والغرائبية: فمن جهّة يمكن اعتبارها رواية واقعية وكل الغرائب بداخلها عبارة عن هلوسات لمصابة في حالة غيبوب"لا يذكرون في مجاز" رواية تتأرجح بين الواقعية والغرائبية: فمن جهّة يمكن اعتبارها رواية واقعية وكل الغرائب بداخلها عبارة عن هلوسات لمصابة في حالة غيبوبة (كوما) ومن جهّة اخرى يمكن اعتبارها رواية غرائبية تامّة حيث لا يكون الواقع سوى إطار بسيط لها، ومهما كان الإطار وجودته وزخرفته فلا قيمة له امام اللوحة التي يحيط بها (وأنا اكثر ميلًا لهذا التصنيف).
الرواية عبارة عن لعبة ماتريوشكا روسية، فنحن امام ثلاث طبقات مختلفة داخل هذا النص: الطبقة الأولى (او السطحية): الراوية وزوجها. الطبقة الثانية: الراوية في حالة الغيبوبة بين غرفة المستشفى والكوخ الإفتراضي لجدّتها. الطبقة الثالثة (او العميقة): غرائب الجدّة الأولى (بثنة) وعالم "مجاز" بكل ما فيه من حكايات ورمزيات واسقاطات (دينية وسياسية). كل طبقة من الطبقات الثلاث كانت ممتعة، لكن الطبقة الثالثة هي المثيرة للإهتمام بكل ما تطرحه من اسئلة!
يندرج النص ايضًا في إطار "الأثر المفتوح" حيث تركت الراوية للقارئ اكمال النص بما يراه مناسبًا، فما هو جبل الغائب وما الذي يحصل هناك؟ هل كان دمار "مجاز" نعمة ام نقمة؟ ما الذي حصل للمنسيين؟ ما هي "مجاز" وهل النفي محاكاة لقصة قديمة طُرد فيها احدهم بسبب مخالفة الشرائع؟ وغيرها من الأسئلة التي تنتظر القارئ ان يجيب عليها...
بالنسبة للحبكات فقد كنت اتمنى الا تتكرر حبكة القراءة والنفي، ففي هكذا عالم غرائبي يمكن ايجاد آلاف الأسباب التي ترفد بعضها لتصبّ في الهدف المنشود، لكن بشكل عام الرواية ممتازة.
ملاحظة: استضفنا الكاتبة في نادي صنّاع الحرف وكان حضورها لطيفًا، وقد تفاجأت (وسرّت) بكيفية ادارة النقاش....more
كان لدى الراوي فكرة رمزية عظيمة، وكان لدى الكاتب رسالة سياسية ذكية.. اجتمعا وقررا كتابة رواية فأتت في قالبٍ سيء لم يعكس جودة الرمزية ولا الدهاء السياسكان لدى الراوي فكرة رمزية عظيمة، وكان لدى الكاتب رسالة سياسية ذكية.. اجتمعا وقررا كتابة رواية فأتت في قالبٍ سيء لم يعكس جودة الرمزية ولا الدهاء السياسي!
لغة بسيطة حدّ الركاكة، أسلوب كلاسيكي، وأخطاء تحريرية بالجملة.
في الرمز: الصنوبرة الكبيرة المتجذرة في القدس لم تستطع النيران أكلها، وصغيرتها التي تجذرت في تونس لم تستطع الرياح اقتلاعها.. القضية متجذرة شرقًا وغربًا في نفوسنا، نفوس الشعوب (رغم أنف الأنظمة). الصنوبرة تمرض (الإهتمام بالقضية يخفّ او يخفت) لكنها لا تموت وتنبت من رمادها وتنجو من مرضها. الفلسطيني (بشخص عادل) عائد الى بلاده رغم الإغواءات (منية، والفرنسية).
بعض مشاكل التحرير: 1- تفاصيل التفاصيل غير ذات المعنى ولا قيمة لها إلا الحشو، مثال: الفصل الثالث "أفاق باكرًا، ومن وراء النافذة أطل على هذا الجحيم. دخل الى الحمام، فاستحم وحلق ذقنه، وتعطر، وخرج نشيطًا، فاستبدل بملابس النوم، سروالًاوقميصًا وبلوفر من الصوف. كان بحاجة الى كوب من القهوة الساخنة. أعدّ قهوته في المطبخ. عاد الى الصالون وأشعل اللتفاز" زغيرها..ز
2- التكرار: الفصل الرابع "التفت اليها، ورغم الضباب رآها في حالة مريعة، اختلط الماء ودموعها بالكحل والمساحيق وأحمر الشفاه والمكياج والتصق الثوب على جسمها". بعدها بسطرين: "استدار اليها. كانت الريح تلعب بشعرها بجنون، وكان وجهها مشوشًا ويسيل كحل عينيها على خديها وذقنها، وتبدو شفتاها شديدتي الزرقة"
الفصل الثامن: "دون ان تطلب مني (للا عزيزة من الريحانة) حدثتها عن جولتنا وعن العشاء في ذلك المطعم...الخ" ثم في الفصل التاسع "أشارت لي وقد تملكها حب الاستماع بأن اقترب منها واحدثها. سردت لها مشواري مع عادل منذ ان وصلنا الشارع اسفل العمارة..الخ" وغيرها...
3- البتر: يتضح ذلك بين الفصلين 49 و 50 عبى سبيل المثال.
4- اخطاء في الحبكة: قصة المهندس الزراعي في الفصل 40 وعدم ايجاده ثم تواجده فجأة بجانب الصنوبرة. قصة هاتف عادل وفقده له حين وصوله الى باريس (من تونس!!) حبكة "منية" وتقمصها للريحانة (كلها غير مقنعة)، زواج منية من السائق، وغيرها...
أعتقد لو تمّ تحرير هذه الرواية بشكل جيد لكانت ظهرت بشكل أفضل بكثير مما هي عليه....more
يبدو ان هذا النص قد أضاع البوصلة ما بين القصص القصيرة الشبه المترابطة وما بين النص الروائي المتين المتشعّب الخيوط والذي -ببنائه- يعطي أبعادًا وعمقًا ليبدو ان هذا النص قد أضاع البوصلة ما بين القصص القصيرة الشبه المترابطة وما بين النص الروائي المتين المتشعّب الخيوط والذي -ببنائه- يعطي أبعادًا وعمقًا لبناء الشخصيات وسير الأحداث والحبكة الروائية. فبينما يمكن قراءة جميع القصص (الفصول) داخل النص والإستمتاع بها بإستقلاليةٍ عن بعضها البعض فإن الخطّ الناظم الرابط فيما بينها كان شبه غائب او ضعيف جدًا في أفضل الأحوال.
الأسلوب: استعمل الكاتب خدعة أصبحت متكررة جدًا في الأدب العربي الا وهي العثور على مجموعة من الأوراق القديمة غير معروف كاتبها (هذه الحيلة تتغيّر بين رواية واخرى: مخطوط قديم تمّ اكتشافه، مخطوطات تمّت ترجمتها، الخ..). استعمل الراوي الأوّل في بداية النص والذي سنكتشف مع الوقت انه ابن حفيد "راوية" اي "أم نافع" مع نهاية النص مما يجعلنا نستنتج ان نافع ونعمة قد تزوجا وقد انتقلت أغراض يحيى الى ابنائهم وصولًا الى هذا الحفيد وابنه. ثمّ عرض الحكايات المكتوبة (والتي لا نعرف كاتبها لكن قد يكون نافع) وأتت هذه الحكايات بأسلوب الراوي العليم. مشكلة الأسلوب كانت في الخلط ما بين الإظهار والإضمار والتصريح والتلميح، مما معناه ان القصة القصيرة تعتمد على الحذف وترك القارئ ليستنتج كل التفاصيل بينما لا يمكن بناء رواية على هذا الأسلوب وترك القارئ من دون اي معطيات او بناء فنّي لينسج رواية من النص المبتور.
القصص: ثمّة عشرات القصص الممتعة جدًا داخل النص، ولعلّ أغلبها قادرة على ان تكون نواة لروايات مستقلة. فقصة عابد وبقرته على سبيل المثال ممتعة جدًا لكن حذفها من السياق الروائي لن يؤثر على البناء الروائي وكذلك فصل "وهذه الأنهار تجري من تحتي" او فصل "عوض" الذي سرد جريمة "ختان البنات" لكن ضمن السياق الروائي لو حذف لما تغيّر شيء في المعنى، وهذا يعدّ مشكلة في اي نصّ روائي (حذف فصل من دون تغيير المعنى).
الشخصيات: كثيرة جدًا على هكذا نصّ قصير ومبنية بشكل سطحي ومتسرّع، فعلى سبيل المثال لم نفهم لماذا يعود "يحيى" الى القرية ويبدأ بإنشاء تعاونية زراعية للفلاحين (خلفيات الشخصية، احداث جرت معها في المدينة، تغيّرات فكرية معينة، الخ..) وهو يعرف ان العمدة "يده طايلة" بينما كان يمكنه ان يمضي بعض الوقت ويصبح "مهندس ريّ" يمتلك النفوذ مع الأرض وبذلك يكون الإصلاح أسهل وأيسر. لم نفهم نهاية يحيى أيضًا (ولو كانت قصة قصيرة لكان الحذف ممتازًا ههنا وترك الأمر للقارئ). مثال آخر تجسّد في شخصية "أحمد علي" فلم نعرف كيف اختفى ولماذا وما تداعيات ذلك (النفسية على الأقلّ) على زوجته زينب! كذلك قصص العبيد المحررين وعلاقتهم بالنص (يخيت عبدالله وشاهين عبدالله اين ذهبا؟ ماذا حلّ بهما؟)
النهاية أتت مسلوقة ومتسرعة كذلك، وزادت البتر بترًا.
خلال القراءة ذكرتني حكايات الراوي بحكايات "سلام الراسي" الذي أرّخ للتراث الشعبي اللبناني الشفهي، لذلك استمتعت بالقصص داخل النص، لكن مع انتهائي منه وعودتي الى الغلاف الذي يشير بشكل واضح الى انه "رواية" فقد وجدت العديد من الثغرات التي لا تتناسب مع هذا الإدعاء. لو بقي النص "قصصًا" منفصلة متصلة لكان أفضل وأدّق بكثير.
يجب الإشادة بلغّة النص بشقّيها العامي والفصحى فقد استطاع الكاتب نقل تلك اللغة الريفية (المحببة).
بلغّة متينة وجزلة، يقرأ أحمد صبرة الحاضر بعيون الماضي من خلال قصّة حقيقية ذٌكرت في أسطرٍ أربعة، ليحوّلها الى عالم روائي متكامل يتداخل فيه الحب مع الوطبلغّة متينة وجزلة، يقرأ أحمد صبرة الحاضر بعيون الماضي من خلال قصّة حقيقية ذٌكرت في أسطرٍ أربعة، ليحوّلها الى عالم روائي متكامل يتداخل فيه الحب مع الوطنية مع الأقدار مع القهر والمجتمع والشركس والاتراك..
يبدو اننا نهوي حين نهوى!
ساكتب مراجعة مفصّلة لاحقًا لكن الآن يمكنني القول انه دائمًا هناك "حبشة" ودائمًا هناك خديوي!!
سنتغاضى عن الغلاف الفوضوي والذي كان يمكن ان يكون افضل بكثير، وندخل الى النص المميز الذي يرويه "سمير".
المميز ليس المضمون، بل: 1- الأسلوب الذي كٌتب فيه هسنتغاضى عن الغلاف الفوضوي والذي كان يمكن ان يكون افضل بكثير، وندخل الى النص المميز الذي يرويه "سمير".
المميز ليس المضمون، بل: 1- الأسلوب الذي كٌتب فيه هذا النص، فهو مبني على التناظرالكلي (تماثل وتضاد) بين جزئي الكتاب (أحداث، شخصيات، تركيب جملي، ..) 2- مكتوب بالضمير الأول الذي يمزج الواقع بالخيال (تخاطب الوالدين مع سمير من مكانهما) بالواقعية السحرية (العمّة والفلاح). 3- التداعي الحر خصوصًا في الحوارات الذاتية الطويلة على لسان سمير. 4- اللغة المتينة المسبوكة بطريقة حرفية جدًا 5- امكانية التأويل والترميز العالية داخل النص (من هو الطفل المقتول؟ من هو القاتل؟ من يجب ان يضيء على الحق والعدالة؟ هل السينما تقتل الراوية؟...)
ثمّة فكرة مخبفة داخل النص تتجلى في معرفة القاتل ومعرفة القتيل، بمعنى آخر، هل انطلق الراوي من واقعه (المغربي والعربي) ليقول لنا ان الجرائم التي تحصل نعرف الفاعل ونعرف المفعول به ولا يحرّك احدًا ساكنًا؟ لا ادري... ربما.
يعيب النص اسقاط فصل من النص أثّر على التناظر الكلي، عدم توازن فكرة المخطوطة مع فكرة اللوحة (اتت اللوحة اقل فعالية داخل النص من المخطوطة).
رواية مثيرة جدًا للإهتمام، أنصح الأصدقاء بها، خصوصًا من يحب الألعاب السردية في الرواية....more