ومرّت الـ2021، بخيرها وشرّها، كما مضت شقيقاتها من قبل وكما ستمضي من بعد! تفاءلنا بأنها ستكون أفضل وراهنا على الوقت. خفّت القيود وسٌمح بالسفر وبدا كأن ومرّت الـ2021، بخيرها وشرّها، كما مضت شقيقاتها من قبل وكما ستمضي من بعد! تفاءلنا بأنها ستكون أفضل وراهنا على الوقت. خفّت القيود وسٌمح بالسفر وبدا كأن الحياة في طريقها لتعود لما كانت عليه قبل الجائحة، لكن المتحوّل الأخير يهدد بعودة الأمور الى الخانة الأولى وبدأت بالفعل بعض الدول بإعادة تفعيل بروتوكولات الإغلاق. أعتقد ان العالم بدأ يعي ان وهم السيطرة على الكوكب من قبل البشرية هشٌّ جدًا.
بدأ العام مع الرواية المميزة "النوم في حقل الكرز" ثم "القارئ" لبرنارد شلينك، رحلة نحو نيجيريا في "اشياء تتداعى" في لحظة الصدمة الثقافية ثم شمالًا نحو المانيا و "كل شيء هادئ في الميدان الغربي". قراءة ثانية لـ "شوق الدرويش" ووقفة متأنية مع "ظلال العائلة" لمحمود شقير بنظرة متفحصة للإغتراب الفلسطيني الداخلي. بدأت ايضًا بالأعمال الكاملة لعدنان الصائغ، "تأبط منفى"، "تكوينات (الأروع بين اعماله)، "تحت سماء غريبة".... نقلة الى كتاب "في النقد الأدبي الحديث" ثم معاينة لـ "ايام ايمانويل كانط الأخيرة". "الحماقة كما لم يروها احد" كانت فريدة حيث نسف سمير قسيمي شخصيات "سلالم ترولار" وأعاد صنعها بمضمونات جديدة ثم "العصافير لا تحب الرصاص" ورائعة دونالد بولوك "شيطان ابد الدهر".
انتصف شباط مع كتاب المفكر الكبير جورج طرابيشي "من النهضة الى الردّة" ثم زيارة للعم نجيب في "حضرة المحترم" قبل الصعود في "باص اخضر يغادر حلب". ختام الشهر كان مع "جنتلمان في موسكو" احدى الكلاسيكيات الحديثة ثم اعادة لرباعية الخسوف للساحر ابراهيم الكوني.
انتصف آذار مع "العاقل" لنوفال هراري مع ما يحتويه من مغالطات علمية شنيعة قبل الشروع في القائمة القصيرة للبوكر التي كانت جيدة بشكل عام (دفاتر الوراق، عين حمورابي، الملف 42، نازلة دار الأكابر) رغم فجيعة "الإشتياق الى الجارة". عدّل "بيت السودان" لمحمد حيّاوي المزاج بالإضافة الى مقالات كيليطو "في جو من الندم الفكري"
على "صراخ النوارس" بدأ نيسان في "جزر القرنفل" لمحمد طرزي مع "النبيذة" في قراءة ثانية وبعدها الرواية الجريئة "مديح الكراهية" و "مملكة الجواري". الكتاب المميز "غرفة المسافرين" لعزّت القمحاوي تلاه اكتشاف العام الكاتب السوري اسلام ابو شكير مع "زجاج مطحون" وختامًا مع مجموعة شعرية لطيفة جدًا لعلي عكور بعنوان "كإنتصار صغير للبرق والرعشة"
انتصف ��زيران في طبرق محمد الأصفر على انغام "بوق" ثم زيارة خاطفة لسيوة مع بهاء طائر في "واحة الغروب" حيث "حرائق السؤال" مع اربعة من أعلام الكتابة والثقافة العالمية، ثم مآساة ل"الآن هنا" لعبد الرحمن منيف امام "اللجنة" لصنع الله ابراهيم.
انتصف آب بـ "خفة يد" ثم "الحبل" لإسماعيل فهد اسماعيل قبل ان يأخذنا الحبيب السائح برحلته "انا وحاييم" على "جسور مقاطعة ماديسون" او ربما كانت في "ماليندي"! قد اكون أضعت كما أضعنا الحلم الأفريقي!!. الكتاب المرجعي "الإنسان المهدور" الذي يجب ان يكون في كل مكتبة لأنه "والله هذه الحكاية لحكايتي" او لحكايتنا بمعنى أدّق
نثر تشرين اوراقه الصفراء ودعانا لنلبس "ثوب حداد ملوّن" من جديد لنقرأ "جلجامش والراقصة" على "خطوط النار" مستمعين الى انغام "الكمنجة السوداء" فترى "طائر يشبه السمكة" لتصبح "متشردًا في باريس" تحت "قمر شاحب"، الرواية الجديدة المتميزة بتقنيتها السردية للصديق عبد الخالق كلاليب.
ينتصف تشرين الثاني مع"سيرة حمار"، الرواية الرمزية الخبيثة (بالمعنى الإيجابي) لحسن أوريد ثم "أرملة وحيد القرن" و "نزيف الحجر" قبل خيبة "المائدة الربانية" التي لم تعجبني كثيرًا.
الشهر الأخير من العام بدأ مع "لا نسبح في النهر مرتين" احدى الروايات التي سينصفها التاريخ لاحقًا ويضعها في موقعها الذي تستحقه، ثم مع الكتاب الممتع الغني للعزيز أحمد الزمام و "العاقل الذي ركل رأسه" ثم مع تجربة في التجريب لجان دوست في "مخطوط بطرسبرغ" قبل قراءة اطروحة كازنتزانكيس حول فلسفة الحق والدولة لفريدريك نيتشة. لنختم العام مع الفريد ميلان كونديرا في "الوصايا المغدورة" وكتاب "ابن الجنرال" لميكو بيليد.
عام مضى، وعام يبدأ.. عمر يمضي نحاول ان نجعله مثمرًا، ان نترك اثرًا طيبًا وبسيطًا، فكل عام وانتم بخير يا احلى الأصدقاء، يا أصدقاء الكتب.
اخيرًا، أوّد ان اشكر كل من قرأ "أزهار الموت" وأبدى رأيه فيها (ايجابًا وسلبًا) كما اشكر النوادي التي استضافتني لمناقشة الرواية....more
- لم أكن أعرف حين كتبت العام الماضي عن هذا العام "ثوبٌ أبيضٌ عساه لا يكون كفناً" ان هذه السنة ستكون مثقلة بالأكفان! فلست من المشعوذين الذين تستقبلهم ا- لم أكن أعرف حين كتبت العام الماضي عن هذا العام "ثوبٌ أبيضٌ عساه لا يكون كفناً" ان هذه السنة ستكون مثقلة بالأكفان! فلست من المشعوذين الذين تستقبلهم القنوات العربية المحترمة وتروّج لظاهرتهم لتزيد الجهل جهلاً وتبيع الأوهام للبسطاء كأنه ينقصنا افتتاح فروع جديدة للغباء والتخلف في هذا الشرق التعيس!
- عامٌ حزين، فقدنا فيه الكثير من الأصدقاء، واضطررنا للحجر المنزلي والتباعد الإجتماعي وأتى الجمود الإقتصادي وإغلاق المطارات ليزيد الوضع سوءاً، لكن من الوجوه الإيجابية لإنتشار الجانحة كان إعادة الإعتبار للأدوار الحقيقية للباحثين والطواقم الطبية وإهمال مروجي الأوهام والمستعرضين على وسائل التواصل الإجتماعي، وزيادة الوقت للقراءة.
- بدأنا رحلة ال 2020 مع فراس السواح وكتابه الأول "مغامرة العقل الأولى" ثم "لغز عشتار" ف"مكتبة ساحة الأعشاب" و"حطب سراييفو" فوقفة مع شعر وديع سعادة: "مقعد راكب غادر الباص" و"ليس للمساء أخوة" و"محاولة وصل ضفتين بصوت" ثم "وحي" للمميّز حبيب عبد الرب سروري وأنهينا الشهر الأول "بكنوز الأعماق" و"الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم" لفراس السواح.
- شباط البارد بدأناه مع ابراهيم الجبين وروايته الجريئة "عين الشرق" فمملكة جهنم والخمر لتولستوي، "شبح كانتر فيل" للداهية أوسكار وايلد، ثم "الديوان الإسبرطي" لعيساوي و"مدينة الكلمات" لألبرتو مانغويل، ثم اكملت مع فراس السواح و "دين الإنسان" ثم "آرام دمشق واسرائيل في التاريخ"، غصّة مع "زرياب" عدلها السروري مع "ابنة سوسلوف". وانتهى الشهر ب" 6 نزهات في غابة السرد" لإيكو.
- شهر آذار بدأ من الشرق الأقصى مع "التاو تي تشينغ" للسواح فقصة موت معلن" لماركيز، "رغوة سوداء" من اريتيريا، "فراشة زرقاء" من لبنان و"حرير" اليسندرو باريخو، "الرحمن والشيطان" للسواح ثم "نار الدار"، وبدأت الكورونا! اتجهت نحو "صلاة تشرنوبل"، و"اعتراف اين الله" لغوركي و"ضد المكتبة" للاذع خليل صويلح ثم "العين والإبرة" لكليتو وانتهى الشهر مع "غدي الأزرق" للصديقة ريما بالي.
- نيسان ابتدأ مع "وراق الحب" لصويلح، "سمرقند" للرائع أمين معلوف ثم "مدخل الى نصوص الشرق القديم" للسواح. "حليب أسود" من تركيا ورحلة في غياهب الحمى مع ابراهيم نصرالله وروايته الأولى "براري الحمى"، عودة الى السواح و "الوجه الآخر للمسيح ومقدمة في المسيحية الغنوصية" وهو من أهم الأبحاث التي قرأتها في هذا الموضوع ف "طريق اخوان الصفاء" وينتهي الشهر مع "صورة دوريان جراي" لأوسكار وايلد.
- أيّار وساراماغو في روايته المذهلة "قابيل"، "لاتعتذر عما فعلت" لدرويش، روايتان خفيفتان لدانيل جلاتور (نسيم الصبا والأمواج السبعة) ثم رائعة أورويل "1984". وقفة حزينة مع "لذكراك" لخليل السكاكيني ف"مطالعات في اللغة والأدب" ثم "الإنجيل برواية القرآن" للسواح. انتصف الشهر مع "الأدب في خطر" لتودوروف و"العودة سائحاً لكاليفورنيا" للقصيبي، "الكونج" للمبدع حمور زيادة ثم "موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح فعودة الى السواح مع "الله والكون والإنسان" وختام الشهر مع "الكتب التي التهمت والدي"
- حزيران بدأ بروايات سيئة، عدّل الكفة ممدوح عدوان ب "حيونة الإنسان" وبدأت الرحلة مع العبقري المظلوم ابراهيم الكوني بالتبر ورباعية الخسوف (البئر، الواحة، اخبار الطوفان الثاني، نداء الوقواق). هذا الشهر انهيت "نظرية العقل العربي" لجورج طرابيشي ثم "ليل علي بابا الحزين" لعبد الخالق الركابي و"مذبحة الفلاسفة" لتيسير خلف.
في حزيران أصدرت دار الفارابي رواية "أزهار الموت" لفايز غازي، وصلت للأصدقاء قبل ان ارى نسختي الأولى بسبب ظروف الشحن
- عاد تموز بسداسية "الأسلاف والأخلاف" لإبراهيم الكوني، وهنا أدعو الجميع لقراءة انتاج هذا المبدع، ثم دفاتر ممدوح حمادة وأفضلها "دفتر الهذيان" ثم "دفاعاً عن الجنون" و "تهويد المعرفة" لعدوان ثم "إرث من الرماد" لتيم واينر وهو كتاب ضخم سيخفف من وهم السي آي إي الذي تعظّمه هوليوود، وقفة شعرية مع نيرودا في "كتاب التساؤلات" و"الذي يأتي ولا يأتي" للبياتي و"حكاية الرجل الذي أحب الكناري" لبسام حجار. "داخل المكتبة.. خارج المكتبة" بترجمة العزيز راضي النماصي ثم "الوجه الآخر" لفؤاد التكرلي.
- حرّ آب يلزمه "غراميات مرحة" لكونديرا فلظاه مثل "ثلاث خطوات الى المشنقة" لجان دوست، فلا بد من الوقوف في "ظل الريح" لزافون بترجمة رائعة اعتدناها من معاوية عبد المجيد، "يريفان" المؤلمة لجيلبرت سينويه ثم سلسلة الحي لتفاريز وأفضلها "السيد كراوس". لا بدّ من قراءة ليوسا فكانت "قصة مايتا"، وقفة مع بريخت في "القائل نعم والقائل لا" و "دكرى يومي اثنين" لميلر وعودة الى الماضي مع "البخلاء" للجاحظ و "الرجل الضاحك" لهيجو. "يوميات نائب في الأرياف" و"تحكي الكيمياء" لأستاذي وصديقي منجد صقر و "لم يصل عليهم أحد" لخالد خليفة.
- ايلول و "عبادة المشاعر" للاكروا، "لعبة الملاك" لزافون، "أجازة تفرغ" لبدر الديب و "وطأة اليقين" لهوشناك أوسي ثم "السبيليات" لإسماعيل فهد اسماعيل، الكتاب الممتع "الغباء السياسي" لمحمد توفيق، و"عناق عند جسر بروكلين" لعز الدين فشير، "الطغاة والبغاة" لجمال ب��وي وختاماً مع "صخرة طانيوس" لمعلوف.
- تشرين أول و "عالم جديد شجاع" المضخّمة، "كيف نقرأ الأدب" لإيجلتون (سيكون مفيداً جداً لمن يقرأ الأدب بطريقة إيديولوجية)، "الهويات القاتلة" لمعلوف و "الأبواب المغلقة" لسارتر ف "لماذا العرب ليسوا احراراً" لمصطفى صفوان ووقفة مع شعر أنسي الحاج في "الرسولة بشعرها الطويل" و "للريح ذاكرة ولي" لعدوان، الرواية المميزة "الأعمال غير المكتملة لكيفور كساريان" لفادي توفيق ثم المميزة ايضاً "احجية ادمون عمران المالح" لسعيد احجيوج (برافو لدار نوفل على العملين) وختامها ألم مع "الطنطورية" لرضوى عاشور.
- تشرين الثاني مع احد اهم الكتب العربية "التخلف الإجتماعي" للدكتور مصطفى حجازي فدووايين سعدي يوسف "الديوان الإيطالي" "حفيد امرئ القيس" "الشيوعي الأخير"... "شيح بريح" "حيص بيص" "لئلا تضيع" "في الزوايا خبايا" و "حكي قرايا وحكي سرايا" لشيخ الأدب الشعبي سلام الراسي، وختام الشهر "مثل عليا سياسية" لبرنارد راسل
- كانون الأول مع احدى افضل روايات العام "السماء ليست معنا" لأحمد محسن، "منظلق تاريخ لبنان" للدكتور كمال صليبي، "الكاتب وواقعه" ليوسا "صلاة الوثني" و"ديوان الأنهار الثلاثة" لسعدي والحياة في خريطة لنونو جوديس بترجمة سعدي يوسف (ترجمة رائعة بالمناسبة)، "حياة الكاتب السرية" لغيوم و "ميتتان لرجل واحد" لأمادو وننهي العام ب "قواعد السطوة" لروبرت جرين.
- احد اهداف هذا العام كان القراءة المنهجية للسواح وطرابيشي، تحقق هذا مع السواح وانهيت اعماله بينما لم استطع مع طرابيشي، عسى ان اقدر في العام المقبل.
- أسعدني جداً صدور روايتي الثانية، وسررت جداً انها نالت استحسان الأصدقاء وأقدّر آراءهم ونقدهم وملاحظاتهم، كما سررت بالقراءات المشتركة مع الأصدقاء ومع نادي القراءة واستضافة العديد من الكتّاب والنقاش معهم.
- ختاماً اتمنى ان يكون العام القادم أفضل من هذا العام (على أمل يعني!). كل عام وأنتم قرّاء، كل عام وأنتم تحملون نبراس المعرفة والثقافة على الجسور....more
- ها هي السنة تلفظ ساعتها القليلة المتبقية، تخلع ثوبها التاسع عشر المعفّر، تستعرضه فترى بقايا دماء عذريتها السائحة من شوارع بغداد الى دروب ليبيا.. ترم- ها هي السنة تلفظ ساعتها القليلة المتبقية، تخلع ثوبها التاسع عشر المعفّر، تستعرضه فترى بقايا دماء عذريتها السائحة من شوارع بغداد الى دروب ليبيا.. ترميه وتتناول الثوب العشرين، ثوبٌ أبيضٌ عساه لا يكون كفناً! تضطجع على حوافي دقائقها، ترنو الى الساعة "صفر" مدركةً انها تستنسخ نفسها في هذا الجزء من العالم بين صفرين اثنين لكنها تعلل نفسها بالأمل، بالخروج من دوامة القتل والموت والتشريد....
- وإذا كان الزمن قاتماً، فكسر عتمته يكون بالقراءة، "قراءة شيئ، كتابة شيئ، فعل شيئ"...
- ابتدأنا رحلة ال2019 مع صاحب القلم الرحيم عبد الوهاب مطاوع "صديقي لا تأكل نفسك" و"أرجوك لا تفهمني"، فكمشة "رمل وزبد" لجبران ف "بطل من هذا الزمان" و "زوجات ومحظيات" ثم وقفة مع برناردشو في "رجل الأقدار" الى قدر أفغانستان مع "حجر الصبر" ورحلة بحرية مع "تاجر البندقية" اخذنا فيها "مانديل بائع الكتب القديمة" لنتفاجأ بكارثة "إنقطاعات الموت" لساراماغو (نجمة واحدة يتيمة) فنأخذ وقفة مع "الحداثة السائلة" و"مختارات شعرية" لممدوح عدوان.
- بدأ فبراير (شهر التسوق) ب "اعترافات ولعنات" تتلاءم مع الأوضاع الإقتصادية، "مذكرات طبيب شاب" لبولغاكوف وإتمام الجزء الرابع من مؤلفات انطوان تشيخوف. أعلنت القائمة القصيرة لجائزة البوكر فأشرقت "شمس بيضاء باردة" على "النبيذة" الرائعة لكنها ما لبثت ان انتحرت مع "صيف مع العدو" وارسلت رسالة انتحارها بـ "بريد الليل" قلا تسألني "بأي ذنب رحلت" وما هي "الوصابا" فهذه اللائحة غير المتجانسة غريبة فلا بد من عبثية "الغريب" لألبرت كامو.
- حل آذار مع جود أبو صوان و "خرافة المعتقدات اليهودية وتأثيرها على المسيحية" أتبعتها بكتاب حميد لحمداني "النقد الروائي والإيديولوجيا" والذي أنصح الجميع بقرائته، ثم بعض القصص الخفيفة بترجمة لبنى أحمد نور التي على ما يبدو سيكون لها شأن كبير في الترجمة مستقبلاً، "الحمامة" لباتريك زوسكند والتي تؤول على الف وجه، فـ "رقصة الوداع" للرائع ميلان كونديرا. انتصف الشهر مع "كوميديا الغفران" و "رسائل لروائي شاب" لتكون فاتحة اعمال يوسا والتي اتت لاحقاً. "بارتلبي النساخ" وختام الشهر كان مع الكتاب التوثيقي الموجع "زمن مستعمل: نهاية الإنسان الأحمر" لسفيتلانا ألكسييفيتش.
- نيسان ابتدأ مع قصص ماركيز "عينا كلب أزرق" فقفزة معاكسة الى القوقاز مع "الحاج مراد" لتولستوي فعودة متوسطية مع "ميرامار" الجميلة فرحلة الى ايطاليا مع نيكولاي أمانتي "أنا لا أخاف" وأمبرتو إيكو "الأثر المفتوح". انهيت الشهر مع "لا تقتل عصفوراً ساخراً" وكانت تجربة سيئة.
- أقبل أيار ومع الأدب الأمريكي ايضاً والقصة الجميلة "غاتسبي العظيم" مروراً بمؤلفات تشومسكي "السيطرة على الإعلام"، "من يمتلك اعالم"، "ماذا يريد العام سام" و "أوهام الشرق الأوسط"، هذه العبثية السياسية تستحضر عبثية كامو فكان "الضيف" وبعض القصص القصيرة التي اغتصبتها الترجمة العربية فقرأتها بالفرنسية الى "السقطة" رائعة البير كامو وأفضل كتبه وأعمقها (برأيي طبعاً). هذا العبث يحتاج لسخرية مارك توين فكان ذلك مع بعض القصص الجميلة و"الرجل الذي أفسد هادليبرغ" و "مغامرات هاكلبيري فين". أشتقت لكونديرا! "الخلود" إحدى أروع الروايات التي كتبت يوماً ونكمل الشهر مع قصص إدغار الان بو السوداوية المجنونة.
- شهر حزيران بدأ كما انتهى أيار مع قصص آلان بو "قناع الموت الأحمر"، ثم رحلة رمزية مع جورج أورويل ورائعته "مزرعة الحيوان"، الى عزيز نيسن "مزحة حمار"، فـ "الخوف"، "أسطورة فيراتا" و"أموك سعار الحب" لزفاييغ ثم "فهرانهيت 451". "اختراع العزلة" لبول أوستر "الشيخ والبحر" لهمنغواي، "إله المتاهة" لكولن ويلسون، "امرأة بل أهمية" لأوسكار وايلد ثم نقلة اجتماعية مع "العبودية المختارة" و "سيكولوجية الجماهير" لجوستاف لو بون. ينتصف الشهر مع رائعة كامو "الطاعون" والتي تقرأ بطبقات عديدة ثم "لن أغادر منزلي" تليها "فونوغراف" للكاتب المبدع سليم بطي. ينتهي الشهر مع نعومي كلاين "عقيدة الصدمة" والذي يجب ان يقرأه كل قارئ ليعرف ما لا يقولونه في نشرات الأخبار!
- يعود أدونيس تموز فتكون الفاتحة مع "الفكر العربي في عصر النهضة" لألبرت حوراني، كتاب مهم ومميز ومرجعي، "مونولوج عازف البيانو في المحيط" ثم "ذئب البراري" "نرسيس وغولدموند" المهولة و"سيدهارتا" لهيرمان هيسة. وعطلة الصيف الجميلة.
- يأتي أيلول ووقفة إجتماعية سياسية فكرية مع "كينونة الإنسان" لإريك فروم تقابلها مآساة السجن و"خيانات اللغة والصمت" لفرج بيرقدار بروحه الساخرة، "مرتفعات وذرينغ" التي قضّوا مضاجعنا بها! "لائحة رغباتي" الخفيفة اللطيفة و"اختبار الندم" لخليل صويلح. ينتصف الشهر وتبدأ الرحلة الأسطورية مع عملاق الكتابة الروائية بتقنياتها المتشعبة، ماريو فارغاس يوسا، "ليتوما في جبال الأنديز"، "امتداح الخالة"، و"شيطانات الطفلة الخبيثة"
- تشرين الأول الأصفر يبدأ مع الرواية الكئيبة الباردة "المطر ألأصفر"، ثم "حفلة التيس" و"دفاتر دون ريغوبرتو" و "من قتل بالومينو مونيرو" ليوسا، فثلاثة دوواوين لفاروق جويدة "وللأشواق عودة"، "طاوعني قلبي على النسيان" و"ملعون سيف أخي" بشعره الرقراق النغمي، ثم عودة للسياسة والفكر مع الدراسة العميقة للدكتور محمد الجويلي "الزعيم السياسي في المخيال الإسلامي". ينتهي الشهر مع إحدى روائع الروايات "الساعة الخامسة والعشرون" لقسطنتين جورجيو، "ساعي بريد نيرودا" و"المرجومة".
- السنة بشهرها الأخير فليس أفضل من "أخذك وأحملك بعيداً" لنيكولاي أمانتي، هذا الشهر شهد تعرّفي (وأقولها خجلاً من تقصيري) على قامة فكرية يدعى حبيب عبد الرب سروري و "لا امام سوى العقل"، "عرق الآلهة" "تقرير الهدهد" و "وحي"، فعودة الى الجذور مع "مذكرات الأرقش" ومرداد لميخائيل نعيمة. "الثقافة السائلة" لباومان و"روح السياسة" لجوستاف لوبون. أربعة كتب عن تاريخ لبنان والشام للدكتور كمال الصليبي وعلي فتوني. لم تشأ السنة ان تودعنا سوى مع فجيعة البوكر ككل عام لكن الأمل برائعة "سلالم ترولار" لسمير قسيمي وبما ان العزاء قائم فأنهيت السنة برواية "ثوب حداد ملوّن" للصديق سليم بطي والتي أنصح بها لتذوق الألم والأدب واللغة.
- هذه السنة قرأت أيضاً للأصدقاء رولا حسن "شهقة حياة"، أمل الأصيل "الصندوقان"، محمود حبوش "حكاية الفتى الذي لم يضحك أبداً" والعزيز أحمد جابر "السيد أزرق في السينما" وأتمنى لهم كامل التوفيق في أعمالهم القادمة.
- فقدنا هذا العام قامات أدبية مثل صالح علماني ومي منسّى (رحمهم الله)، واستفقدنا للعديد من أصدقاء الموقع، وأكتسبنا العديد من الأصدقاء الجدد. كل عام وانتم قرّاء، كل عام وأنتم شموع مضيئة في هذا الجزء المظلم من العالم!!!...more
- وها هو العام الحالي ينتفض عن كرسيه، يتناول معطفه الشتوي ويبدأ بوداعنا، يطبطب بيده على رؤوسنا، فلمسة حارة تسعدنا بذكريات العام الجميلة واخرى باردة تك- وها هو العام الحالي ينتفض عن كرسيه، يتناول معطفه الشتوي ويبدأ بوداعنا، يطبطب بيده على رؤوسنا، فلمسة حارة تسعدنا بذكريات العام الجميلة واخرى باردة تكتئب لها مآقينا بذكرى سيئة من هنا او فقدان عزيز من هناك او عارض صحي او مشكلة في العمل والدراسة... لكنه يبتسم بالأمل ويوصينا خيراً بالعام الآتي ويذكرنا ان اقدارنا نتيجة خياراتنا! فلتكن الخيارات صحيحة وعقلية.
- عام يمضي، ومضى بسرعة، يا ليته كان اطول، لكنه كان عاماً جيداً ومنتجاً، كنت اقرأ النثر نهاراً والشعر ليلاً.
- لن اعدد الكتب فهي متواجدة، لكني سأتكلم عن الرحلة الشيقة والمحطات المهمة في هذا العام التي ابتدأت ب "الإعترافات" لربيع جابر، ثم "قواعد العشق الأربعون" ثم "زوربا" ، "الفهرس" و"وحدها شجرة الرمان" لسنان انطون بالتوازي مع ديوان عبد الوهاب البياتي واول دوواين نزار "احبك والبقية تأتي"، احمد مطر "روائع الشعر السياسي"، "الأجنحة المتكسرة" التي اعيدها للمرة العشرين ربما... وانتهى الشهر برائعة عبد الرحمن منيف "مدن الملح" والقصائد العذبة لفاروق جويدة.
هلّ شهر شباط، وكان لا بد من جلاء الجهل او البعد او الجفاء مع الأدب المغربي فكانت روايات "مجنون الحكم" ثم "الخبز الحافي"، "الشطار"، "محاولة عيش"، "القوس والفراشة" و"العلامة" كانت تجربة ممتازة. واستكملت الشهر ب "لافتات" احمد مطر، "الأعمال السياسية الكاملة" لنزار قباني.
وبدأنا مع "انطوان تشيخوف" افضل من كتب في القصة القصيرة، وانهيت معظم اعماله ولا شك عندي بأن "عنبر رقم 6" كانت افضلهم واكثرهم قدرة في التصوير النفسي. الى ان حل نيسان مع ستيفان زفاييع "لاعب الشطرنج" و "حذار من الشفقة" ثم لفتة الى نتائج الإنقلاب الذي حصل في المغرب مع "السجينة"، "الحياة بين يدي"، "حدائق الملك"، "تلك العتمة الباهرة" وخاتمتها مع "نزممارت – الزنزانة رقم 10"، العذابات ذاتها بشكل مختلف، وعلى رأي صديقنا مظفر النواب "هذا الوطن الممتد من المحيط الى الخليج، سجون متلاصقة، سجّان يمسك بيد سجان"!! انتهى الشهر مع القائمة القصيرة لجائزة البوكر والكوارث الأدبية التي تخللتها! لكن ما عدّل المزاج كانت "طواحين النار" –الرائعة- لعبد الخالق كلاليب، ثم "دوستوفسكي في سيبيريا، هنري في ديجون" لمحمد الضبع.
مع شهري أيار وحزيران، وروائع ميلان كونديرا "ادوارد والله"، "الهوية" (لم تعجبني)، "فن الرواية"، "الجهل" ورائعته "كائن لا تحتمل خفته"ومن ثم "الموت عمل شاق" لخالد خليفة، وقراءة بعض اعمال العظيم تولستوي "موت ايفان ايليتش"، "ايفان الغبي"، "القوزاق"وغيرها. ولا نحتاج الان الا الى "مورفين" بولغاكوف و"بيوض القدر" وصدمة "المومس الفاضلة" لسارتر! ما الذي ينقص؟ "في مستوطنة العقاب" لكافكا.
يبدأ تموز مع شارلك هولمز "فضيحة في بوهيما" و"كلب عائلة باسكرفيل"، "رجال في الشمس" و" ام سعد" للمبدع كنفاني، رائعة نواف حردان "اسد بابل"، "المعطف" و "الانف" لغوغل و"قلب كلب" لداهية الكتابة ما بعد دوستوفسكي الا وهو بولغاكوف! نسير نحو الجرح العراقي النازف مع "يا مريم" لسنان انطون، ونعود لجرح آخر في ارتيريا مع "مرسى فاطمة" لحجي جابر، ولا بد من التعريج بينهما على مصيبة اسمها "7: سبعة" لغازي القصيبي.
يبدأ آب بإنتهائي من اعادة قراءة "مقدمة ابن خلدون" الكتاب الذي يمكنك من اكتساب المقياس في الحكم الإجتماعي، وما افضل من اتباعه بتنشيط للذاكرة "ميكافيللي: مقدمة قصيرة جداً". قاربت الحرارة الخمسين خلال هذا الشهر فليس افضل من استدعاء برد سيبيريا والبدء بالأعمال الكاملة لدوستوفسكي "الفقراء"، "حلم رجل مضحك" "المثل"، "قلب ضعيف" حتى الإنتهاء من الجزء الثاني، البرد القارس اضحى بحاجة لحرارة "النباتية"، ثم "التحول" و "رسالة الى الوالد" لكافكا.
نصل لشهري ايلول وتشرين الأول، نبدأه مع الحمير: "خواطر حمار"، "خصيصاً للحمير" و "الحمار الميت" للكاتب الفكاهي عزيز نيسن، لكنها تحمل رمزية كبيرة فليس افضل من التوجه صوب نجيب محفوظ "الطريق" و"الشيطان يعظ"، ثم "عرائس المروج" لجبران خليل جبران و"الجميلات النائمات" لكاواباتا" والقصة –الحياة "حي بن يقظان" لإبن طفيل.
وتبدأ رياح تشرين الثاني مع " صدى الأرواح" لعبد الخالق كلاليب، "ديوان الإمام الشافعي"، "طعم الذئب" عبدالله البصيص، "ديوان الحلاج" ومسرحيات برناردشو الساخرة.
ينتهي العام بثلاثة روائع كنت قد اجلتها كثيراً: "المعلم ومرغريتا" لبولغاكوف و "اسم الوردة" لأمبرتو إيكو، "المحاكمة" لفرانز كافكا.
- على صعيد الكتابة، كنت سعيدا بآراء القراء ونقدهم البناء لروايتي الاولى "مناي"، وقد انجزت الرواية الثانية وفي طريقها لدار النشر مع بداية العام المقبل.
هذا العام كنت سعيداً ايضاً بقراءة كتب اضدقائي، "النداء الأخير" ربى يونس، "لي وتر ضائع" مايا معلاوي، "20 ميغابيكسل" محمد آل زيد.
والأهم الآن: هذا العام كان ممتازاً على صعيد التفاعل والقراءات المشتركة (خصوصاً صالون الأدب الروسي) وانا جد سعيد بإكتسابي لأصدقاء من المغرب العربي الى مشرقه، وعسى ان تشرق بلادنا ولغتنا من جديد! وكل عام والجميع بألف خير....more